السبت، 7 يوليو 2012

اللقاء الثاني لنادي الكتاب في كفرقرع


السيرة الذاتية لحياة الأديبة الفلسطينية فدوى طوقان على طاولة النقاش في

اللقاء الثاني لنادي الكتاب في كفر قرع


أعدّ التقرير: حنين عايد يعقوب

 إلتقى يوم الجمعة الموافق لـ 25.5.2012 أعضاء نادي الكتاب في كفرقرع في المكتبة العامة لمناقشة كتابهم الأول في هذا المشروع والذي أطلق بمبادرة من الحراك الشبابي. افتتح اللقاء بكلمة لناشط الحراك الشبابي الذي رحب بدوره بالحضور جميعا مذكرا إياهم بأيام الدوام للمكتبة وضرورة تفعيلها وزيارتها من قبل شباب وأهالي كفر قرع.

 ومن ثم استهل الأخ محمد يحيى طاولة النقاش حول كتاب الشهر "رحلة جبلية، رحلة صعبة" وهو عبارة عن سيرة ذاتية للأديبة الفلسطينية فدوى طوقان قائلا: "سألخص الكتاب في جملة واحدة الخضوع والتمرد"، فيما قال محمد ضعيف: "برأيي يجب أن يكون عنوان هذا الكتاب الخضوع، في كل حياتها لم يكن لها اعتراض ومقاومة فعالة على الأمور والمشاكل التي كانت تواجهها بل كانت خاضعة لكل ما يفرضه الواقع والأهل عليها. لو أنها تكلمت مثل أختها حين رفض الأب تعليمهم الإنجليزية، لو أنها اعترضت مؤكدا ستتغير وجهة نظر أبيها تجاهها ولا سيما بأنها اعترفت بإنسانية أبوها حين قالت بأن حنانه يظهره فقط لبنات عمها. لا يعقل أن تلقي اللوم دائما على الآخرين لأن دائما هنالك أربعة أصابع من يدك تشير إليك." فيما قالت آلاء مرة معترضة على ما تقدم به محمد: "من الظلم أن تلوم إنسانة كهذه أو تقارنها بأختها أو أي إنسان عادي لأنها ليست إنسانه عادية مع الأسف الشديد وهي لم تعش حياة طبيعية بل عاشت مضطهدة ولا سيما بأن أمها حاولت أن تجهضها وهي حامل بها ولهذا بقيت منبوذة من العالم الآخر وتقوقعت منطوية على نفسها وعاشت بعالم الأوهام والخيال طيلة طفولتها أو بالأصح معظم حياتها." فاتن مصاروة كان لها انتقاد لأسلوب فدوى طوقان قائلة: "فدوى طوقان فلسطينية عاشت تحت ظروف قاسية جدا وأبرزها كان الكبت، ومع ذلك أنا كقارئة لم أشعر بأنها فلسطينية وعاشت تحت كل هذه الاضطرابات السياسية من النكبة والنكسة... برأيي كان يجدر بها أن تتطرق أكثر للأمور السياسية وعن قريتها نابلس أفضل من أن تستهل معظم صفحات الكتاب بالحديث عن نفسها وعائلتها. ولا سيما أنها خرجت من عزلتها، وأخوها إبراهيم كان يعمل براديو القدس، لهذا انتظرت منها أن تطلعنا أكثر على الأحداث السياسية والوطنية التي كانت في تلك الفترة." فيما قالت رامية مصاروة معترضة على ما تقدّمت به فاتن: "لا أوافقك الرأي، لأن فدوى طوقان عاشت منعزل، فقليل جدا ما كانت تقرأ الأخبار أو تسمعها، وهي لم تعرف الاختلاط بالعالم الخارجي، وتعترف بذلك حين صرحت أن أباها طلب منها أن تحيي المناسبات الوطنية وتكتب عن الأحداث السياسية لكنها كما قالت كيف يمكنني أن أكتب عن شيء كهذا ولا يوجد لدي أي خلفية ومعلومات مسبقة، لا أذكر إن كنت شاركت بمظاهرة حتى، فالنساء وخصوصا أهي كان مكانهن فقط في البيت، مرتين بالشهر كان يُسمح لها أن تزور الجيران". وعقب محمود زيد: "الكتاب كان أكثر من رائع، فقد احتوى على أمور سلبية وأخرى إيجابية، ومن الأمور السلبية أنها عرضت لنا حياتها الشخصية بكل تفاصيلها وعرضت لنا صورة أبيها بشكل سيئ جدا، ومدى صعوبة حياتها وتأثير الاحتلال، ولاحظنا استسلام فدوى للواقع والظروف التي تحركها، أكبر مثال حين توفي أخوها نمر. ونظرتها للواقع فيها سلبية واضحة، وكل فكرة سلبية تجر لأفكار سلبية أخرى. وبالنسبة لنوعية الكتابة فهي تختلف تماما عن شخصيتها فهي حاربت الدهر بالقلم لا باللسان. وبخصوص علاقتها مع أهلها، حسب رأيي، كان من المفروض أنّه بدلا من أن تلعن الظلام كان يتوجب عليها أن تنير شمعة. وهي تمزج ما بين الظلم وإكرامها: هي ظُلمت لأنها حرمت من التعليم وبالنسبة للخروج من المنزل برأيي ما في مشكلة تزور جارتها 20 مرة بالشهر، أنا ضد التشدد الزائد هذا. أعجبني سعيها لتحيق ذاتها ونجاحها ومع كل ذلك لو لم تكن هكذا فدوى طوقان لما كنا قد استمتعنا بعمل أدبي فني بمثل هذه الروعة". وقد أضافت ألاء مرة:"الكتاب ينتقد المجتمع، لكن مع كل هذا الفارق بالزمن، شعرت بأن المجتمع لم يتغير وكأن الكتاب كتب بهذا الزمان، مثل تدخل الناس ببعضها باسم الدين والذي تجسّد بشخصية الشيخة.

أما راني هيكل قال:"وجدت نفسي بالكتاب وهذا أهم شيء وأعجبني بأن الكتاب تطرق لجميع مرافق الحياة وناقش حتى الفلسفة والجغرافيا". وأضاف فضل مرّة بعض النقاط: "قضية التناقض في المجتمع المتمثّل في كون الرجال كانوا يناضلون ضد الاستعمار وفي ذات الوقت كانوا يمارسون الاستبداد داخل البيت في التعامل مع الزوجة والأبناء. ونقطة أخرى هي الحديث عن النساء اللائي كن يخرجن للتعليم وحين يعدن للمجتمع يبقين أسيرات للكثير من العادات والتقاليد الفاسدة أو حتى ينخرطن من جديد في بعض العادات السيئة مثل النميمة."



بعض الاقتباسات من الكتاب:

"الكفاح من أجل تحقيق الذات يكفي لملأ قلوبنا وإعطاء حياتنا معنى وقيمة"
"لقد ظل مجتمعنا العربي الشرقي يظلم عاطفة الحب مثلما ظلم المرأة باستمرار، وبقيت هذه العاطفة الإنسانية التي لمست بكفها السحرية حتى قلوب الأنبياء، والتي قال بصددها النبي الكريم: (سبحان الله! سبحان مصرّف القلوب!) وذلك ساعة طلعت عليه زينب بنت جحش فجأة قبل زواجه منها"
"بل كنت أحيانا أذهب إلى إقناع نفسي بأنّ الحزبية في بلادنا العربية ناقصة، وتظل ذات صفة شخصية، فهي تتصل بالأشخاص قبل المبادئ، مما يُشغل الشعب عن العمل الحقيقي"
"إن الكتب وحدها لا تكفي كمصدر لمعرفة الحياة وما في العلاقات البشرية من تعقيد وتصادم. علينا أن نحيا في الحياة ذاتها، فتجاربنا الخاصّة تظل هي الينبوع الأصلي لتلك المعرفة"
"إنّ الشعور بالنقص الإنساني هو الدافع الحقيق الذي يدفعني إلى السفر، فهو النبع الزاخر للمعرفة. في السفر يتعلم المرء الكثير، تتسع آفاقه، يلاحظ ويراقب إيقاع الحياة المختلف بين كلّ بلد وآخر"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق